مرض التهاب المفاصل Arthritis من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً .. وأكثرها إزعاجاً أيضاً! كونه يسبب درجة من الإعاقة والصعوبة في أداء النشاطات اليومية، وآلام مستمرة تؤثر على راحة المريض وجودة حياته.
يوجد أنواع عديدة لمرض التهاب المفاصل، لكن هناك نوع مميز يحدث عند المرضى المصابين بالصدفية الجلدية يدعى: التهاب المفاصل الصدفي psoriatic arthritis، وهو ما سيكون محور مقالنا هذا اليوم.
هل تتساءل ما هو التهاب المفاصل الصدفي؟ وما هي الأسباب والأعراض؟ وكيف يتم تشخيص التهاب المفاصل الصدفي ؟ وماذا عن التهاب المفاصل الصدفي والحمل؟ حسناً، ستجد الإجابات كاملة في هذا المقال.
تعريف التهاب المفاصل الصدفي
التهاب المفاصل الصدفي هو نوع من التهابات المفاصل الفقرية، ويعد واحدًا من أشكال التهاب المفاصل التي قد تُصيب بعض الأشخاص الذين يعانون من الصدفية الجلدية أو صدفية الأظافر. يمكن أن يظهر التهاب المفاصل لدى مرضى الصدفية، وعادةً ما تتأثر به مفاصل الورك والركبة، بالإضافة إلى مفاصل أصابع اليدين والقدمين.
يطلق على التهاب المفاصل الصدفي أيضا: صدفية المفاصل و الروماتيزم الصدفي.
أنواع التهاب المفاصل الصدفي
إن التهاب المفاصل الصدافي لا يتظاهر بنفس التظاهرات لدى كل المرضى، حيث توجد أنواع عديدة لالتهاب المفاصل الصدفي منها ما هو بسيط ومنها ما هو شديد الخطورة. يمكننا تقسيم أنماط الإصابة المفصلية في سياق التهاب المفاصل الصدفي إلى:
1. التهاب عديد المفاصل المتناظر
يحدث ألم وتورم في المفاصل الصغيرة خاصة مفاصل اليدين والقدمين، وتكون الإصابة متناظرة بين طرفي الجسم.
2. التهاب قليل المفاصل غير متناظر
يصيب 2-3 مفاصل، وبشكل غير متناظر بين طرفي الجسم، عادة ما يصيب مفاصل الطرفين السفليين ولاسيّما المفاصل الكبيرة منها كمفصل الركبة مثلاً.
3. التهاب المفاصل بين السلاميات القاصية
السلاميات هي عظام الأصابع وقد يحدث فيها تخرب وتشوه في سياق التهاب المفاصل الصدفي، فتنهدم السلاميات وتتراكب مع بعضها مما يسبب قصر وتشوه في الأصابع.
4. التهاب المفاصل المحوري "التهاب الفقار"
تشمل إصابة العمود الفقري والمفصل الواصل بين العمود الفقري وعظام الحوض، تتظاهر بآلام أسفل الظهر وتحدد في الحركة.
5. التهاب المفاصل الباتر
يسبب ارتشاف للعظام وانحلال في المفصل، وهو شكل مشوّه بشدة عادة ما يتظاهر بارتشاف سلاميات الأصابع، ولذلك سمي بـ "الباتر".
أعراض التهاب المفاصل الصدفي
يعد التهاب المفاصل الصدفي من الأمراض المزمنة التي تمر فيها الأعراض بفترات اشتداد وهجوع، وهو يتشابه مع باقي أنواع التهاب المفاصل من ناحية حدوث ألم وتورم في المفاصل.
مع ذلك، هناك بعض الأعراض والعلامات المميزة المرافقة لالتهاب المفاصل الصدفي، بحيث يعد اجتماعها مع قصة وجود صداف جلدي مؤشراً تشخيصياً هاماً لالتهاب المفاصل الصدفي، وإليك أهم أعراض وعلامات التهاب المفاصل الصدفي:
- التهاب الأصابع يتظاهر بشكل تورم شامل للأصابع، وتعد علامة مميزة لالتهاب المفاصل الصدفي
- التهاب مرتكزات: وهو حدوث التهاب مؤلم مع تورم في مكان ارتكاز الأوتار والأربطة بالعظام
- التهاب الفقار: حالة شائعة عند مرضى التهاب المفاصل الصدفي تتظاهر بآلام أسفل الظهر
- التهاب العنبة: وهو التهاب في العين يتظاهر بألم واحمرار في العين وتشوش في الرؤية
- مشاكل في الأظافر: انفصال الأظافر - تنقّرات في الأظافر.
استشر طبيبك فوراً إذا كنت مصاباً بالصداف الجلدي وبدأت تشكو من آلام في المفاصل أو من الأعراض المذكورة أعلاه، لأن إهمالها قد يؤدي إلى أضرار بالغة في المفاصل.
مضاعفات التهاب المفاصل الصدفي
يعد تضرر المفاصل وتشوهها من أهم المضاعفات التي قد تحدث لدى مرضى التهاب المفاصل الصدافي، خصوصاً إذا لم يتم علاج الالتهاب أو تم إهماله من قبل المريض، وذلك لأن الالتهاب المستمر يدمر المفصل والأنسجة المحيطة به.
يوجد مضاعفة مهمة أخرى وهي ما يسمى "التهاب المفاصل الباتر" يصاب بها عدد قليل من مرضى التهاب المفاصل الصدفي، وهي حالة شديدة جداً من التهاب المفاصل تؤدي إلى تدمير العظام الصغيرة في الأصابع وحدوث تشوه دائم.
كما لوحظ أن التهاب المفاصل الصدفي يترافق مع زيادة نسبة حدوث المتلازمة الاستقلابية والإصابة بالداء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية. لكن ماذا عن التهاب المفاصل الصدافي والحمل؟!! ستكون الإجابة موضوع فقرتنا التالية.
أسباب التهاب المفاصل الصدفي
إن الصدفية الجلدية والتهاب المفاصل الصدفي يصنّفان تحت الأمراض المناعية، وما يحدث فيهما هو أن جهاز المناعة يهاجم الخلايا والأنسجة السليمة في المفاصل والجلد، مما يسبب الأعراض الجلدية والمفصلية، بمعنى آخر .. الجسم يهاجم ويؤذي نفسه.
هذه الاستجابة المناعية المضطربة تنتج عن اجتماع عوامل وراثية مع عوامل بيئية، فمثلاً وُجِد أن العديد من مرضى التهاب المفاصل الصدفي "حوالي 40٪" لديهم أقرباء مصابين بالصداف أو التهاب المفاصل الصدفي، وهذا ما ندعوه بإيجابية القصة العائلية.
تم تحديد مورثات HLA-B27 كمورثات مسؤولة عن الإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي، لكن التأهب الوراثي لوحده لا يكفي لظهور المرض، وغالباً ما تحرض بعض العوامل البيئية "مثل الإنتانات الجرثومية والفيروسية- التدخين- التوتر" التهاب المفاصل لدى الأشخاص المؤهبين جينياً.
التهاب المفاصل الصدفي والحمل
لا يوجد حتى الآن أي دليل على أن الإصابة بالروماتيزم الصدفي يمكن أن تؤثر على الخصوبة والقدرة على الحمل، لذلك من المهم مناقشة موضوع الحمل مع الطبيب المختص عند الرغبة في إنجاب الأطفال من أجل أخذ الاحتياطات اللازمة.
كذلك يجب على النساء المصابات بالتهاب المفاصل الصدفي مناقشة طبيب النسائية حول وسائل منع الحمل في فترة العلاج، وذلك عند الحاجة لتناول الأدوية المعدلة لسير المرض مثل الميتوتريسكات فهو من الأدوية الممنوعة أثناء الحمل، ويجب إيقافه قبل التخطيط للحمل بثلاثة أشهر على الأقل.
تشخيص صدفية المفاصل
يقوم الطبيب بوضع التشخيص السريري اعتماداً على نتائج الفحص السريري والفحوص المخبرية، كما قد يجري بعد الاستقصاءات الشعاعية لتحديد شدة الإصابة.
الفحص السريري
- فحص المفاصل في كامل الجسم بحثاً عن وجود آلام أو تورمات.
- فحص الأظافر بحثاً عن وجود العلامات الظفرية المميزة للصداف مثل التنقرات وانحلال الأظافر.
- الضغط على أسفل القدم والناحية الأخمصية لتحري وجود التهاب مرتكزات.
التحاليل المخبرية
مخبرياً.. لا يوجد شيء اسمه تحليل التهاب المفاصل الصدفي يؤكد الإصابة بالتهاب المفاصل المترافق مع الصدفية، ولكن يمكن أن يجرى الطبيب اختبارات مخبرية هامة لاستبعاد الأمراض المفصلية الأخرى مثل التهاب المفاصل الروماتوئيدي والنقرس.
الاستقصاءات الشعاعية
- تصوير المفاصل بالأشعة السينية X-Ray حيث يمكن أن تساعد في كشف التغييرات في المفاصل وشدة الإصابة، ومدى حدوث التخرب في المفصل
- تصوير المفاصل بالرنين المغناطيسي MRI يعطي هذا الجهاز صور مفصلة للأنسجة الرخوة، ويساعد في التحقق من مشاكل الأوتار والأربطة في القدمين
علاج التهاب المفاصل الصدفي
يختلف العلاج باختلاف درجة الإصابة ونمط الإصابة المفصلية في سياق التهاب المفاصل الصدفي، وبشكل عام يمكننا تقسيم العلاجات المتاحة إلى:
العلاجات المخففة للأعراض
تساهم في تخفيف الأعراض ولكنها لا تحسن من سير المرض، أهمها مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية "ايبوبروفين - نابروكسين" وهي تساهم في تخفيف الألم وتقليل الالتهاب المفصلي.
العلاجات المعدلة لسير المرض
تتميز هذه العلاجات بأنها تبطئ تطور التهاب المفاصل الصدفي وتحمي المفاصل من التخرب الدائم، وأهم هذه العلاجات المستخدمة الميتوتريكسات والأدوية الحيوية "العلاج البيولوجي للروماتيزم الصدفي"
علاجات تداخلية - جراحية
وهي تعني أننا نتداخل في المفصل المصاب مثل أن نحقن ستيروئيد فيه، أو نتداخل جراحياً لاستبدال المفصل المتخرب بآخر اصطناعي، وهو الحل الأخير من أنواع علاجات التهاب المفاصل الصدفي.
كان مقالنا المقدم تحت إشراف أطبّاء تركيا لاكشري كلنيك عبارة عن دليل شامل حول التهاب المفاصل الصدفي، تحدثنا فيه عن أسباب التهاب المفاصل الصدفي، كما أوضحنا أعراض التهاب المفاصل الصدفي وأنواعه ومضاعفاته، وما إذا كان هناك أدوية متعلقة بالتهاب المفاصل الصدفي تمنع من تطور الإصابة على المدى الطويل.
اقرأ أيضاً: عملية استبدال مفصل الركبة في تركيا