العلاج بالاشعة: كيف يُستخدم في مواجهة الأورام؟

أثبت العلاج بالاشعة دوره الفعال في مقاومة السرطان إما كعلاج شامل أو كمساعد لتقليص حجم الورم، وقد يوصف بعد عمليات الاستئصال للقضاء على ما تبقى من الخلايا الورمية، يتراوح عدد الجلسات عادةً ما بين 20 - 35 جلسة وذلك بعد تقييم الطبيب الدقيق.

ما هي طريقة العلاج بالاشعة؟ هل فعلاً يترافق مع آثار جانبية مؤلمة؟ ما هي فائدته؟ تعرّف معنا على كل ما يتعلق بالعلاج بالاشعة لامتلاك فكرة واضحة وشاملة قبل البدء بهذا الطريق الحديث لمكافحة السرطان.

ما هو العلاج بالاشعة؟

إنه من التقنيات الحديثة لمحاربة الخلايا السرطانية وبعض الأمراض الأخرى وذلك باستخدام جرعات محددة من الإشعاع المؤين حيث توجّه أشعة سينية عالية الطاقة أو جسيمات مثل البروتونات لمكان السرطان بهدف تدميره أو إيقاف نمو الخلايا الخبيثة.

يعمل هذا الإشعاع المؤين على إحداث تغييرات في الحمض النووي DNA داخل الخلايا الخبيثة مما يضعف قدرتها على الانقسام والتكاثر وبالتالي تموت تدريجياً، بينما لا تموت الخلايا الطبيعية المجاورة حيث تمتلك قدرة أكبر على الإصلاح وترميم نفسها.

دواعي اللجوء للعلاج بالاشعة

إن العلاج الإشعاعي ليس فقط وسيلة للقضاء على الخلايا السرطانية فحسب بل يختاره الطبيب في كثير من الأحيان في الحالات التالية:

1. قد يختاره الطبيب للعلاج الشافي والقضاء على الورم بالكامل وخاصة في السرطانات الموضعية مثل سرطان الرأس - العنق - البروستاتا- عنق الرحم…إلخ
2. وقد يكون مساعداً لعلاجات أخرى بعد جراحة استئصال الورم بغرض استهداف الخلايا السرطانية المتبقية ومنع عودة الورم كما في حالة ما بعد استئصال الثدي
3. العلاج التمهيدي ما قبل الجراحة بغرض تصغير وتقليص حجم الورم ليسهل استئصاله مثل بعض حالات سرطان المستقيم
4. وقد يكون علاجاً تلطيفياً وذلك في المراحل المتقدمة بعد انتشار الورم حيث لم يعد هناك فائدة من الاستئصال فيكون الهدف هنا تخفيف الأعراض فقط
5. أما في حالات الأورام الحميدة أيضاً فنشاهد دوراً مهماً للعلاج بالأشعة حيث يستخدم في بعض أورام الدماغ الحميدة مثل الورم السحائي وعلاج تشوهات الشرايين والأوردة وأورام العظام الحميدة

أنواع العلاج بالاشعة

ساهمت الاكتشافات الطبية الحديثة في إيجاد عدة أنواع من العلاجات بالاشعة فهي ليست نوعاً واحداً فقط كما هو متعارف عليه بل يمكن التمييز بين ثلاثة أنواع رئيسية:

أولاً: العلاج بالاشعة الخارجية External Beam Radiotherapy

وهي الأكثر شيوعاً بين الأنواع الثلاثة والأكثر استخداماً، حيث توجَّه حزم من الأشعة الراديوية عالية الطاقة من جهاز خارج الجسم باتجاه الورم بدقة وبالاعتماد على أجهزة متطورة مثل جهاز المسرّع الخطي Linear Accelerator لإنتاج هذه الأشعة.

ثانياً: العلاج بالاشعة الداخلية أو المعالجة الكثبية Brachytherapy

أما في هذا النوع من العلاج بالاشعة فيوضع مصدر الاشعاع على شكل جسم صغير داخل الجسم أو بالقرب من الورم مباشرةً مما يتيح وصول جرعات عالية من الاشعاع إلى الورم مباشرةً، تكون على شكل حبيبات أو أسلاك أو كبسولات داخل الورم إما تبقى مؤقتاً ثم تزال بعد انتهاء المعالجة أو تبقى في الجسم وتفقد نشاطها الاشعاعي بالتدريج.

ثالثاً: العلاج بالبروتونات Proton Therapy

أما عن العلاج بالبروتونات فهو الأحدث والأكثر دقة من العلاجات الاشعاعية التقليدية، حيث توجَّه هنا البروتونات عوضاً عن الأشعة السينية والتي تمتلك ميزة مهمة تسمى ذروة براغ Bragg Peak تتمكن من خلالها من إطلاق طاقتها في عمق محدد داخل الجسم ثم تتوقف مما يحمي الخلايا الطبيعية المحيطة قدر المستطاع.

المرشحون للعلاج بالاشعة

هل يعتبر جميع مرضى السرطان مرشحون للعلاج بالأشعة؟ ما هو سبب اختيار الاشعة في حالات معينة عوضاً عن العلاج الكيماوي أو الهرموني لعلاج السرطان؟ نوضح لك اليوم المعايير الأساسية التي تؤهب للعلاج بالاشعة والتي ستحقق أعلى استجابة منه:

1. بالتأكيد فإن الفئة المستهدفة هي مرضى السرطان مثل السرطانات الموضعية
2. وقد تستخدم كعلاج مكمل بعد جراحة استئصال ورم خبيث معين كما ذكرنا مسبقاً
3. وإما من يعاني من ورم بحاجة لاستئصال فالعلاج بالاشعة ممتاز لتقليص حجم هذا الورم
4. أو قد يكون السرطان بحالته المتأخرة حيث لا تنفع المعالجات الأخرى فالاشعة تخفف أعراضه فقط
5. وقد يستخدم بمحدودية في علاج بعض الأورام غير السرطانية
6. وبالتأكيد لا يستخدم في حال وجود موانع قوية مثل الحمل وخاصة في الأشهر الأولى و أمراض شديدة في الأنسجة المعرضة للإشعاع

فوائد العلاج بالاشعة

تعتبر المعالجات الاشعاعية بارقة أمل اليوم للعديد من المصابين بالسرطان بغض النظر عن سمعتها السيئة وآثارها الجانبية، فهي الوسيلة الأحدث والأكثر تطوراً لمكافحة السرطان والمساعدة على السيطرة عليه، تعرّف على فوائد هذه المعالجات الثورية:

1. القضاء على الخلايا السرطانية ومنعها من الانقسام المستمر
2. القدرة على الحفاظ على الأعضاء السليمة المحيطة قدر المستطاع
3. يعتبر بديلاً للجراحة في حالات العديد من الأورام الموجودة في أماكن حساسة
4. علاج موضعي دقيق يستهدف الورم مع تقليل الضرر على الأنسجة المحيطة
5. تحسين نوعية حياة المريض وخاصة في المراحل المتقدمة عبر تخفيف الأعراض
6. قد يكون بديلاً فعالاً عند وجود موانع للجراحة مثل كبار السن أو ممن لديهم أمراض مزمنة

أضرار العلاج بالاشعة

كي نكون واضحين ونحافظ على المصداقية، فلابد من الحديث عن الآثار الجانبية المتعلقة بالعلاج بالاشعة والتي اكتسبت منها سمعتها السيئة، فعلى الرغم من فعاليتها الكبيرة في القضاء على السرطان والتحكم به لكن لا يمكن إهمال تأثيراتها الجانبية التي تشمل:

1. الإرهاق والتعب المزمن من أكثر الأعراض شيوعاً وتستمر لفترات طويلة حتى بعد انتهاء المعالجة
2. تهيّج الجلد في مكان المعالجة يشبه حرق الشمس
3. تساقط الشعر الموضعي في مكان المعالجة فقط
4. تغيرات في الشهية وخاصة في حال استهداف أورام البطن
5. مشاكل في البلع إن كانت المعالجة تستهدف أورام الرقبة

ما قبل العلاج بالاشعة

لاشك بأنك قد بدأت رحلتك مسبقاً لعلاج السرطان قبل الوصول لمرحلة العلاج بالأشعة، ويشتمل ذلك على العديد من الفحوصات والتحاليل الطبية والتشخيصية لتقييم حالتك من قبل أخصائيي علاج الأورام وتحديد مدى حاجتك للعلاج بالاشعة، هذا وتفيد بعض التوصيات في الحصول على أقصى استفادة من العلاج بالاشعة تتضمن:

1. التحدث مع الطبيب حول العلاج بالتفصيل وما هي خطواته وعدد الجلسات
2. الالتزام ببرامج التغذية الموضوعة لك من قبل الطبيب لإمداد جسمك بالمغذيات اللازمة
3. شرب الماء بانتظام لترطيب جسمك ورفع كفاءة العمليات الحيوية
4. وبالتأكيد التوقف عن التدخين وشرب الكحول لما لها من تأثيرات ضارة على حالة الورم بصورةٍ عامة
5. امتلاك تصورات واقعية فالعلاج بالاشعة فعال جداً لكنه مترافق مع بعض التأثيرات الجانبية
6. الحصول على الدعم النفسي اللازم من الأهل والأصدقاء وحتى من قبل مجموعات الدعم

قد يطلب منك أيضاً توجيهات معينة بحسب مكان الورم قبل الجلسة مثل تفريغ المثانة أو شرب كمية من الماء في حالة أورام البطن، وقد تحتاج لعلاج آلام الأسنان أو الالتهابات اللثوية إن وجدت قبل علاج أورام الرأس والعنق.

خطوات العلاج بالاشعة

قبل بدء جلسة الإشعاع، يقوم الطبيب بجلسة تخطيط أو محاكاة، حيث يطلب منك الاستلقاء في الوضعية التي ستتلقى العلاج الإشعاعي خلالها ويستخدم الطبيب في أغلب الأحيان قوالب بلاستيكية خاصة لتثبيت الجسم في الوضعية المطلوبة تفادياً للتحرك المفاجئ وفشل الجلسة.

بعد ذلك، يقوم الأخصائي بعمل أشعة مقطعية خاصة لتحديد حدود الورم بدقة ورسم خطة العلاج اللازمة، ومن ثم يرسم علامات صغيرة على الجلد لتحديد مكان توجيه الأشعة في كل جلسة، كما يجري الاتفاق على جرعة الإشعاع المناسبة وعدد الجلسات.

تجري جميع هذه الخطوات عادة في الجلسة الاولى فقط، ومن بعدها يبدأ العلاج بالإشعاع فوراً، تستغرق الجلسة عادةً ما بين 10 - 30 دقيقة ولكن لحسن الحظ لا تشعر بشيء خلال الجلسة وتحتاج عادةً عدة جلسات حتى الوصول للنتائج المطلوبة.

ما بعد العلاج بالاشعة

بعد انتهاء كل جلسة، سوف تشعر بتوعكٍ وتعبٍ وآثار جانبية متعلقة بالمكان المعالج مثل آلام البطن ومشاكل الجهاز الهضمي إن كانت الأشعة مستهدفة أورام البطن، أو آلام العنق وغيرها إن كانت الأشعة مستهدفةً منطقة الرأس والعنق، هذا وتفيد الأدوية الموصوفة لك والمسكنات في تجاوز هذه الفترة التي لا تدوم لوقت طويل.

وخلال فترة العلاج بالاشعة، يتابع الأخصائي حالتك ومدى تراجع الورم أو التخلص من الخلايا الورمية باستمرار من خلال إجراء فحوصات متعددة وصور أشعة MRI - CT - PET-CT حسب الحاجة للمتابعة بالخطة أو لتغييرها، وما عليك خلال هذه الفترة سوى اتباع النصائح التالية:

1. الراحة والنوم الكافي لتقليل التعب وشدة الآثار الجانبية
2. تناول وجبات مغذية مليئة بالبروتين والفيتامينات لدعم التعافي
3. شرب الماء بانتظام للحفاظ على ترطيب الجسم
4. العناية بالجلد في مكان العلاج وفق تعليمات الطبيب من خلال استعمال الكريمات المهدئة وغيرها
5. الامتناع عن التدخين والكحول بتاتاً لدعم تعافي جسدك
6. الحصول على الدعم النفسي الكافي من أقاربك وعائلتك
7. محادثة الطبيب إن شعرت بأعراض غير طبيعية

تكلفة العلاج بالاشعة في تركيا

تبدأ التكلفة الخاصة بالعلاج بالاشعة من $3,000 وقد تصل حتى $15,000 وذلك حسب نوع الورم والتقنية المستخدمة وعدد الجلسات الإجمالية وغيرها من التفاصيل الأخرى، ولابد من التنويه إلى أن تركيا تعتبر الخيار الأفضل للعلاج بالاشعة فهنا ستحصل على أفضل جودة علاجية طبية بأسعار منافسة وباقات شاملة لجميع التفاصيل الخاصة بإقامتك في تركيا.

نسبة نجاح العلاج بالاشعة

في الواقع، تتعلق نسبة نجاح العلاج بالاشعة بدرجة كبيرة بمرحلة الورم، حيث تجاوزت نسب النجاح في حالة الأورام المبكرة 90%، بينما تنخفض في الأورام المتوسطة حتى 70%، أما في حالة الأورام المتقدمة فتنجح الأشعة في تلطيف الآثار الجانبية بمقدار 80%.

أسئلة يجب طرحها على الطبيب قبل القيام بالعلاج

1. ما الهدف من العلاج بالإشعاع في حالتي؟ (علاجي، مكمل، أم تلطيفي).
2. كم عدد الجلسات التي سأحتاجها ومدة كل جلسة؟
3. ما هي نسبة نجاح العلاج في نوع ومرحلة الورم لدي؟
4. ما الأعراض الجانبية المتوقعة على المدى القصير والطويل؟
5. هل سأحتاج لعلاجات أخرى بجانب الإشعاع (مثل الكيماوي أو الجراحة)؟
6. كيف يجب أن أستعد قبل بدء العلاج؟ (نظام غذائي، فحوصات، عناية خاصة).
7. هل العلاج الإشعاعي سيؤثر على حياتي اليومية أو عملي؟
8. كيف ستكون المتابعة بعد انتهاء العلاج؟

العلاج بالاشعة في تركيا لاكشري كلينك

إن معالجة السرطان من الحالات الحساسة جداً والتي تحتاج تقييماً صحيحاً، فالمعالجة الخاطئة تسبب آثاراً مدمرة وقاتلة للأسف… لذلك حرصنا في تركيا لاكشري كلينك على توفير خدمات طبية استثنائية بيد خبراء في مجال علاج الأورام وباستخدام أحدث التقنيات المتوافرة حالياً.

ليس ذلك فقط، بل نحرص على التخفيف عنك في هذه الرحلة المرهقة لذلك وفرنا لك باقات شاملة اقتصادية لعلاج الأورام توفر عليك عناء الاهتمام بالتفاصيل المتعلقة برحلتك لتركز فقط على التعافي ومحاربة الورم بكفاءة وايجابية.

قد تكون رحلة شاقّة لك… لكننا هنا لنحارب معك! تواصل مع تركيا لاكشري كلينك للمزيد من المعلومات حول باقات علاج الأورام والتقنيات المستخدمة.

تحرير فريق أطباء تركيا لاكشري كلينك ©