إذا كنت مريض سكري وتعاني أيضاً من السمنة المفرطة بالتأكيد قد سئمت من تناول أدوية السكري وأتعبتك وخزات حقن الأنسولين! هل تريد التّخلص من كل هذه الأدوية ومن وزنك الزائد أيضاً؟! سمعت عن عملية تكميم المعدة وتريد أن تعرف هل لها فوائد في علاج مرض السكري؟! لقد أثبتت عديدٌ من الدراسات فوائد تكميم المعدة لمرضى السكري من النّوع الثاني، عملية تكميم المعدة ليست فقط لإنقاص الوزن بل لها فوائد أخرى كيف ذلك؟! تابع معنا..
تبلغ نسبة السمنة المفرطة عند مرضى السكري حوالي 80%، وهذه النّسبة ليست بالصغيرة، وقد نجحت عملية تكميم المعدة في تحسين حساسية الخلايا للأنسولين، والتحكم في مستويات السكر في الدم، ويشرح لك أطباء تركيا لاكشري كلينك في هذا المقال مزيداً من فوائد تكميم المعدة لمرضى السكري، وكيف تُساهم في علاج مرض السكري أو حتى الشفاء التام منه في بعض الحالات.
ما هي فوائد تكميم المعدة لمرضى السكري؟
وفقاً لتقرير صادر عن منظمة WHO العالمية، 80% من حالات السكري من النّوع الثاني سببها السمنة، وقد أثبتت الدراسات فوائد تكميم المعدة لمرضى السكري من النّوع الثاني، ومدى فاعليتها في السيطرة عليه، وذلك من خلال ما يلي:
1. تحسين مستويات السكر في الدم
- عند تناول كميات كبيرة من الطعام زائدة عن حاجة جسمك، ترتفع مستويات السكر في الدم، واستمرار ارتفاع مستويات السكر يؤدي إلى حدوث المضاعفات التي تؤثر على أجهزة الجسم مثل القلب والكليتين، ويساعد إنقاص الوزن في الحفاظ على مستويات سكر الدم في المستويات الآمنة، ونسبة تحسن مستوى سكر الدم بعد التكميم ما بين 50 - 70% بناء على عدة عوامل مثل مدى استجابة الجسم، ومقدار الوزن المفقود بعد العملية، ومدى نشاط البنكرياس قبل العملية.
- بعد عملية تكميم المعدة وقص ما يقرب من 80% من حجمها، تقل كمية الطعام التي من الممكن تناولها، اتباعك النّظام الغذائي الموصى به بعد عملية التكميم الغني بالألياف والكربوهيدرات والدهون الصحية، وتناول الوجبات في أوقات منتظمة، يساعد ذلك في استهلاك الأنسولين الذي يفرزه الجسم، أو يتناوله المريض في شكل دواء، وهذا بدوره يقلل مستويات السكر في الدم ويحسنها وتقل نسبة سكر الدم التراكمي.
2. خفض مقاومة الأنسولين
- يوجد على كل خلية مستقبلات الأنسولين الذي يعطي الطاقة للجسم عن طريق حرق الجلوكوز داخل الخلايا، مقاومة الأنسولين هي عدم قدرة سكر الجلوكوز على دخول الخلايا، ويبدأ البنكرياس في إفراز المزيد من الأنسولين وتراكم الجلوكوز في الدم وتزداد نسبته.
- عند زيادة الوزن وزيادة حجم الخلايا الدهنية يقل عدد هذه المستقبلات، وتفرز الخلايا الدهنية المتراكمة في منطقة البطن هرمون الرزيستين الذي يقلل من حساسية الخلايا للأنسولين، بالإضافة إلى ذلك يؤدي التغير في عملية التمثيل الغذائي التي تحفز الخلايا الدهنية على إفراز جزيئات الدهون في الدم وتزداد مقاومة الأنسولين.
- تساعد عملية تكميم المعدة في إنقاص الوزن، وتقليل نسبة الدهون في الجسم السبب الرئيسي لحدوث مقاومة الأنسولين، وزيادة عدد مستقبلات الأنسولين على الخلايا، وخفض مقاومة الأنسولين يحسن من مستويات سكر الدم.
3. تقليل الأدوية المضادة للسكري
- من مميزات عملية تكميم المعدة فقدان الوزن السريع، مما يؤدي إلى تحسين حساسية الخلايا للأنسولين وامتصاص الجلوكوز بفاعلية، وينخفض مستوى سكر الدم ضمن المستويات الطبيعية، ويصبح مرض السكري تحت السيطرة، وذلك يساهم في تقليل الحاجة إلى الأدوية المضادة للسكري حتى قبل الفقدان الكبير للوزن.
- تزيد احتمالية الشفاء من مرض السكري على المدى الطويل بعد عملية التكميم والاستغناء عن تناول الأدوية، في حالة إذا كانت الإصابة بمرض السكري قصيرة تقل عن 5 سنوات، وكانت مستوياته معتدلة في هذه الفترة، وفقدان الكثير من الوزن بعد عملية التكميم.
4. تحسين الصحة العامة والطول العمري
- يساعد إنقاص الوزن بواسطة عملية تكميم المعدة لمرضى السكري في رفع كفاءة القلب والرئتين، ويخلصك من المخاطر المرتبطة بالسكري والسمنة معاً مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع نسبة دهون الدم.
- تشيع حالة انقطاع النّفس الانسدادي النّومي بين مرضى السكري، وتساعد عملية التكميم وخسارة الوزن في تحسين التنفس، والوقاية من تلف الأعصاب وحماية الكلى من التلف، وتحسين الصحة العامة والعيش لعمرٍ أطول بجسد معافى وصحي.
هل تساعد عملية تكميم المعدة في علاج السكر نهائيا؟
أجريت دراسة على 262 شخص من المصابين بمرض السكري من النّوع الثاني، بعضهم خضع لعملية تكميم المعدة، واعتمد البعض الأخر على تناول الأدوية وإجراء التغييرات في نمط حياتهم لإنقاص الوزن، وتابع الباحثون حالة المرضى لمدة 12 عاماً، وقارنت الدراسة بين مستويات السكر في الدم بين المجموعتين.
وجد الباحثون التابعون لجامعة بيتسبرغ الأمريكية أن من خضعوا لعملية تكميم المعدة سجلوا انخفاض كبير في مستويات السكر في الدم بنسبة أكبر من الذين اعتمدوا على تناول الأدوية، وكانت نتائج نسبة السكر التراكمي HbA1c أصبحت أقلّ بنسبة 1.4% بعد 7 أعوام، و1.1% أقلّ عند 12 عاماً، وقلّ استخدامهم الأنسولين بنسبة 16% مقابل 56%.