فهرس المحتوى
  • مقدمة عامة حول العظام والهيكل العظمي
  • تعريف هشاشة العظام
  • عوامل الخطر المُساعدة لحدوث تخلخل العظام
  • أسباب هشاشة العظام
  • أعراض هشاشة العظام
  • أنواع هشاشة العظام
  • مضاعفات هشاشة العظام
  • التشخيص
  • علاج هشاشة العظام
  • طرق الوقاية من هشاشة العظام



تخيل أن رضّاً بسيط أو سقوطاً عابراً يؤدي إلى كسر في العظام! تخيل أن بعض فقرات العمود الفقري تنهدم وتنمحي فيحدث قصر في الطول أو تحدب في الظهر .. صعب وغريب أليس كذلك ؟!


لكنها أمور قد تحدث بالفعل، هذا ما قد يصيب مرضى هشاشة العظام Osteoporosis والذي يعرف بأنه أحد أمراض العظام الاستقلابية، والناتجة عن اختلال التوازن بين عمليات الهدم والبناء في النسيج العظمي.


ما هو مرض هشاشة العظام؟ وما هي أسبابه وأنواعه؟ وكيف يمكن علاج هشاشة العظام؟ .. تابع معنا نحن فريق أطبّاء تركيا لاكشري كلنيك مقالنا الشامل عن هشاشة العظام، من الأعراض، والأسباب، والعلاج .. هيا بنا

 

مقدمة عامة حول العظام والهيكل العظمي


يؤمن الهيكل العظمي الدعم البنيوي للجسم و يسهل حركته، كما يساهم في حماية بعض الأعضاء الداخلية الهامة في الجسم مثل القلب والرئتين.

 

من الأدوار الهامة أيضاً للعظام كونها تعد مخزناً لبعض المعادن الهامة مثل الكاليسيوم والفوسفور، و لاحتوائها على المركز الرئيسي المكون لخلايا الدم "نقي العظم"

 

تتكون العظام من نوعين من الخلايا "الخلايا البانية للعظم - الخلايا الكاسرة للعظم" تقوم الخلايا الكاسرة للعظم بإفراز حموض وأنزيمات تحل النسيج العظمي.

 

ليأتي بعدها دور الخلايا البانية للعظم بتعويض ما تم حلّه من قبل كاسرات العظم وبناء نسيج عظمي جديد، بحيث يكون هناك توازن بين عمليتي ارتشاف وبناء العظم.

 

إن هذه العملية المستمرة من ارتشاف وبناء للعظم تدعى: استقلاب العظم "تقلب العظم" وهي تخضع لتتظيم دقيق من قبل الهرمونات والسيتوكينات وعوامل النمو.

 

تُسمّى اضطرابات عملية استقلاب العظم "أمراض العظام الاستقلابية" وأهم هذه الأمراض هو داء هشاشة العظم Osteoporosis وهو ما سنفصل فيه في هذا المقال.


تعريف هشاشة العظام


هشاشة العظام بالانجليزي "Osteoporosis" ولها مسميات أخرى أيضاً مثل تخلخل العظام - وهن العظام - ترقق العظام، كل هذه المسميات تشرح نفسها فهي تعني أن العظم يصبح ضعيفاً هشاً وقابلاً للكسر.

 



تحدث هشاشة العظام عند وجود تقلب عظمي زائد مع اضطراب التوازن بين البناء والارتشاف، ليصبح الارتشاف العظمي أسرع من البناء مما يؤدي إلى نقص الكتلة العظمية، وزيادة خطورة الإصابة بالكسور بعد رض خفيف.


يعد تخلخل العظام مرض غير مؤلم، فلا يشعر المريض بأي ألم حتى حصول كسر لديه، وعندما تأتي شكاية ألم في العظام فقط دون حدوث أي كسر؛ نستبعد تشخيص هشاشة العظام ونفكر بأمراض أخرى.


عوامل الخطر المُساعدة لحدوث تخلخل العظام


عوامل الخطر لحدوث مرض معين تعني أن وجودها يزيد من احتمالية حدوث المرض، في حالة هشاشة العظام تكون عوامل الخطر المؤهبة لحدوث الهشاشة العظمية:


  1. العمر: تصبح العظام أقل كثافة وأكثر ضعفاً مع التقدم في العمر.
  2. الجنس: النساء أكثر عرضة لهشاشة العظام من الذكور.
  3. العِرق: العرق الأبيض والآسيويين أكثر عرضة لهشاشة العظام من العرق الأسود.
  4. العامل الوراثي: تلعب المورثات دور كبير في تحديد الكتلة العظمية وبالتالي احتمالية الإصابة بهشاشة العظام.
  5. نقص الوارد الغذائي من الكالسيوم.
  6. نقص الحركة وعدم ممارسة الرياضة.
  7. النحافة الشديدة.
  8. نقص الإستروجين " بعد سن اليأس عند النساء"
  9. التدخين وشرب الكحول.

 

أسباب هشاشة العظام


غالبا ما تتشابه أسباب وعوامل خطر هشاشة العظام في المعنى، لكن سنذكر لكم في هذا الفقرة بعض الأسباب المباشرة لحدوث هشاشة العظام:

 

أولاً العامل الغذائي


تعد الأغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين د من شروط الحفاظ على كتلة عظمية قوية، لذلك فإن نقصها يسبب هشاشة في العظام، وأهم أسباب نقصها:



ثانياً العامل الحركي


إن التمارين الرياضية ونمط الحياة الصحي "كثير الحركة" يعد ضروري لصحة العظام وبناء كتلة عظمية قوية، حيث أن قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة تسبب هشاشة في العظام على المدى الطويل.


ثالثاً العامل الزمني


أي التقدم في العمر حيث تضعف العظام وتقل كثافتها مع التقدم في العمر، لذلك يكون المسنين أكثر عرضة لحدوث الكسور عند أي رض أو سقوط بسبب قلة الكثافة العظمية لديهم.


رابعاً عوامل أخرى


العامل الوراثي: له دور كبير في تحديد الكتلة العظمية وبالتالي احتمالية حدوث هشاشة العظام.

العامل الدوائي: هناك بعض الأدوية تؤثر على استقلاب العظام وقد تسبب الهشاشة مثل "الستيروئيدات القشرية - الهيبارين"

العوامل المرضية: تسبب بعض الأمراض المزمنة حدوث تخلخل العظام مثل "الروماتوئيد-أمراض الغدد"


أعراض هشاشة العظام


ما يميز مرض هشاشة العظام أنه غير عرضي ولا يشكو المصاب به من أي ألم في البداية، ولكن في مراحل متقدمة عندما تنخفض كثافة العظام لدرجة إمكانية حدوث كسور فيها؛ يمكن أن تحدث المظاهر التالية:



  • آلام عند حدوث كسر عظمي.
  • تشوهات عظمية في العمود الفقري "تحدب وانحناء"
  • آلام عضلية في الظهر نتيجة نتيجة تشنج العضلات المحيطة بالفقرات.
  • قصر القامة إذا حدث انهدام فقري في أكثر من فقرتين من العمود الفقري.
  • التهابات عظمية تحدث نتيجة الكسور المجهرية .
  • كسور متكررة ناتجة عن رضوض خفيفة أو عند السقوط.
  • بطء عملية شفاء الكسور بسبب نقص الكثافة العظمية.


أنواع هشاشة العظام


يتم تصنيف هشاشة العظام لنوعين أولي وثانوي وذلك تبعا للعوامل المسببة وآلية الإصابة، ونتائج التحاليل المخبرية وقيم الشوارد ،فتكون أنواع هشاشة العظام كالتالي:


أولاً تخلخل العظام البدئي


تكون قيم الكالسيوم والفوسفور سوية في الدم، ويصنف بدوره إلى 3 أنماط هي:


  1. نمط أول: يسمى تخلخل عظام تالي لسن اليأس يحدث عند النساء بعد انقطاع الطمث لديهم نتيجة غياب هرمون الإستروجين.
  2. نمط ثاني: يدعى تخلخل العظام الشيخي يصيب الكبار في السن بسبب تراجع الكثافة العظمية بشكل طبيعي مع التقدم في السن.
  3. نمط ثالث: يدعى تخلخل العظام مجهول السبب عند الأطفال واليافعين.


تخلخل العظام الثانوي


تكون قيم الكالسيوم والفوسفور مضطربة نتيجة مرض أو سبب ثانوي أدى إلى حدوث هشاشة العظام، وأهم أسبابه:


  • التهاب المفاصل الروماتوئيدي
  • سوء الامتصاص/ سوء التغذية
  • الأمراض الغدية مثل "فرط النشاط - داء كوشنغ)
  • العلاج المديد بالستيروئيدات
  • فرط الكورتيزون
  • أدوية الصرع
  • الكحولية
  • تناول الهبارين
  • عوز الكالسيوم
  • التثبيت المديد "المرضى طريحي الفراش"


مضاعفات هشاشة العظام


تُعد الكسور العظمية الناتجة عن هشاشة العظام خصوصاً التي تصيب العمود الفقري والورك، أكثر المضاعفات خطورة لهشاشة العظام.

 

يحدث كسر عظم الورك عادةً بسبب السقوط، ويمكن أن يؤدي إلى عجز وإعاقة في الحركة، بل وتزايد خطر الوفاة خلال السنة الأولى من الإصابة.


أما بالنسبة لكسور الفقرات في العمود الفقري، فيمكن أن تحدث حتى وإن لم يتعرض الشخص لرض او سقوط، وتدعى : الكسور الانهدامية في الفقرات.


هذا الانهدام في الفقرات يمكن أن يؤدي إلى آلام شديدة ومفاجئة في الظهر، ونقص الطول، وتقوس العمود الفقري إلى الأمام "زيادة التحدب"


التشخيص


الكثير من حالات هشاشة العظام لا تشخص حتى حدوث الكسور وذلك لأن الهشاشة لا تسبب ألم كما ذكرنا، وعند إجراء صورة شعاعية بسيطة تظهر علامات الكسر بالإضافة إلى علامات شعاعية أخرى موجهة للهشاشة العظمية. أهمها:


  • وضوح حواف الفقرات.
  • نقص تكلس شديد في أجسام الفقرات.
  • تقعر في جسم الفقرة "علامة فقار السمك"
  • علامات شعاعية لانهدام الفقرة.


حسناً .. يجب عدم الانتظار حتى حدوث الكسور أو ظهور هذه التبدلات الشعاعية، بل يجب إجراء استقصاءات أخرى للكشف الباكر عند الفئات عالية الخطورة، وأهمها:


  • اختبار فحص كثافة العظام DEXA لقياس نسبة هشاشة العظام، يتم فيه قياس نسبة هشاشة العظام، يفحص عظام محددة عادة وليس كامل الجسم.
  • يمكن أن تطلب التحاليل المخبرية للكاليسيوم والفوسفور والفوسفاتاز القلوية ALP في سياق هشاشة العظام لـ فحصها والكشف عن النسبة أيضاً.


علاج هشاشة العظام


تهدف المعالجة إلى زيادة الكتلة العظمية والوقاية من الضياع العظمي والتقليل من خطر الكسور، ويتم الحفاظ على الكثافة العظمية عبر طريقتين:


  1. تثبيط التحلل العظمي
  2. زيادة التشكل العظمي


العلاج الدوائي:


  • البيسفوسفونات "الخط الأول في الوقاية والعلاج"
  • العلاجات الهرمونية "العلاجات المعيضة للاستروجين"
  • مكملات الكلس وفيتامين د
  • الكالسيتونين "هرمون تفرزه الخلايا C في الغدة الدرقية"
  • هرمون جارات الدرق PTH
  • أدوية مناعية أحادية النسيلة "دينوسوماب"


نمط الحياة والعلاجات المنزلية:


  • التوقف عن التدخين وشرب الكحول
  • اتخاذ التدابير اللازمة لزيادة الأمان ومنع الاصابة بكسور خطيرة
  • ممارسة التمارين الرياضية والمشي يومياً
  • علاج هشاشة العظام بالأكل عن طريق تناول الأغذية الغنية بالكاليسيوم


طرق الوقاية من هشاشة العظام


علينا أن نعلم أن هشاشة العظام مرض يمكن تفاديه ولا يعتبر نتيجة حتمية لكبار السن، وتعتبر مرحلة الطفولة والشباب من المراحل الهامة لبناء عظام قوية وسليمة.


إن الكتلة العظمية لدى الإنسان يكتمل بناؤها في عمر 30 تقريباً، لذلك يجب التركيز على بنائها بناءً جيدا قبل هذا العمر وتكوين كتلة ذروية عظمى، لتفادي مشاكل الهشاشة في المستقبل، وأهم تعليمات الوقاية:


  • ممارسة الرياضة بانتظام
  • تناول طعام صحي وغني بالكاليسيوم
  • التعرض المباشر لأشعة الشمس 15دقيقة يومياً
  • اجتناب الحميات الغذائية الخاطئة
  • استخدام الهرمونات البديلة تحت إشراف طبي
  • الامتناع عن التدخين والكحول
  • الامتناع عن المشروبات الغازية
  • تخفيف المنبهات "القهوة والشاي"


المصادر:

mayoclinic