جراحة سرطان الثدي: مقاربات مختلفة وبرامج علاج مخصصة

سرطان الثدي! مرض العصر والهاجس المرعب الذي يرافق كل شابّة وسيّدةٍ عند السماع بهذا المصطلح لكن ليس بعد الآن.. نعم! بفضل حملات التّوعية للفحص الدّوريّ والكشف المبكّر عن سرطان الثّدي أصبحت رحلة العلاج أقصر وأكثر سلاسة واحتمال الشّفاء بات أعلى بكثيرٍ ممّا سبق.

مع الكشف المبكّر والتّشخيص الصّحيح نبشّركِ أنّكِ قد اجتزتِ الخطوة الأولى في طريق الشّفاء وحان وقت العلاج الجذريّ عن طريق جراحة سرطان الثدي التي أثبتت نجاحها وأعطت أملاً جديداً لكثيراتٍ سطّرن رحلة انتصارهنّ على المرض بالإصرار والوعي واللّجوء إلى أسلوب العلاج الصّحيح.

يرافقكِ أطبّاء تركيا لاكشري كلينك من خلال هذا المقال في رحلةٍ نتعرّف ضمنها على جراحة سرطان الثدي بدءاً من استئصال الكتلة الورمية إلى استئصال الثدي بالكامل وكيفيّة تحديد برنامج العلاج الخاصّ لكلّ مريضة تبعاً لطبيعة حالتها ونوع الورم وحجمه، تابعي معنا عزيزتي!

نبذة عن جراحة سرطان الثدي

• تعتبر جراحة سرطان الثدي الخطّ العلاجيّ الأول لـ أورام الثّدي في معظم الحالات وبشكلٍ خاصّ عندما يكون الورم ملموساً واضحاً ومتوضّعاً في مكان واحد أي لم يشكّل أي نقائل بعد.

• تهدف عملية سرطان الثّدي إلى استئصال الكتلة الورمية السّرطانيّة بالإضافة إلى الغدد اللّمفاويّة وقليل من الأنسجة المحيطة إذا لزم الأمر مع الحفاظ قدر الإمكان على كتلة الثّدي. 

• قد تكون الجراحة كافيةً لـ استئصال الورم من الثدي والشفاء من السرطان بشكلٍ تامّ، لكن قد تستوجب الحالة المتابعة بالعلاجات الكيماويّة أو الإشعاعيّة أو الهرمونيّة قبل الجراحة أو بعدها. 

أنواع جراحة سرطان الثدي

تتعدّد أنواع جراحة سرطان الثدي ويختلف اللّجوء إلى أحدها بناءً على عوامل تحدّدها حالتك، وتشمل هذه الجراحات جراحة استئصال الكتلة الورميّة فقط أو جراحة استئصال الثدي بالكامل أو استئصال الورم بالإضافة إلى جزءٍ من نسيج الثدي يتلوه جراحةً ترميميّة لاستعادة المظهر الطبيعيّ للثّدي.

لنتعرّف معاً على أنواع جراحة سرطان الثدي

استئصال الثدي الجزئي Lumpectomy

يكون استئصال الثدي الجزئي الحلّ المثاليّ عندما يُكشف عن سرطان الثدي في مراحله المبكّرة عندما يكون صغير الحجم ولايزال ثابتاً، حيث يتمّ استئصال الورم بالإضافة إلى جزءٍ يسيرٍ من نسيج الثدي بسهولة قبل أن يتطوّر حجمها وتشكّل نقائل أو تتضاعف.

ميّزات جراحة استئصال الثدي الجزئي

1. الحفاظ على شكل الثدي والنسبة الأعظمية من كتلته.
2. شقوق جراحيّة أصغر وبالتّالي فترة نقاهة أقصر.
3. الحفاظ على وظيفة الثدي وإمكانية الرضاعة الطبيعيّة.

عيوب جراحة استئصال الثدي الجزئي

1. يبقى احتمال معاودة ظهور الورم وارداً.
2. قد تتطلّب علاجاً شعاعيّاً بعد الجراحة.
3. ليست ملائمةً لجميع أنواع أورام الثدي.

استئصال الثدي الكلي Mastectomy

يُعتبر استئصال الثدي الكلّي علاجاً فعّالاً وجذريّاً في المراحل المتقدّمة لسرطان الثدي، علاوةً عن كونه الخيار الجراحيّ الوحيد في حال عودة الورم بعد الشّفاء المسبق منه، كما يعدّ استئصال الثدي الكلي إجراءاً وقائيّاً عند النساء ذوات احتمال الإصابة المرتفع بسرطان الثدي.

ميزات جراحة استئصال الثدي الكلي

1. استئصال الثدي بالكامل يعني التخلص النّهائيّ من احتمال الإصابة بسرطان الثدي.
2. لا حاجة للخضوع للعلاج الإشعاعيّ أو الكيماويّ بعد الجراحة.
3. إعادة بناء الثدي بعد استئصاله بالكامل أقلّ تعقيداً من ترميم الثدي الجزئيّ.

عيوب جراحة استئصال الثدي الكلي

1. التغيّر الكبير والملحوظ على المظهر الخارجيّ.
2. الشّعور بالإحراج والإحباط وفقدان الثّقة بالنّفس.
3. فقدان الإحساس في الثدي والقدرة على الرضاعة.

خزعة العقدة الخافرة واستئصال الغدد اللمفاويّة

أثناء جراحة سرطان الثدي أو بعدها يتم إجراء خزعةٍ للغدد اللّمفاويّة القريبة من الورم والمحيطة به، ويُفيد تحديد خباثة هذه الغدد في معرفة إذا ما بدأ الورم بالانتشار، قد تكون نتيجة الخزعة سليمة .. لكن في حال خباثتها يتمّ استئصال الغدد اللمفاوية على مدىً أوسع وأكثر شمولاً للحدّ من انتشار السرطان وعلاجه نهائيّاً.

إعادة بناء الثدي Breast Reconstruction

جراحة إعادة بناء الثدي هي جراحةٌ ترميميّة لاستعادة مظهر الثدي الطّبيعيّ يتمّ إجراؤها خلال جراحة سرطان الثدي أو بعد التّعافي منها، يتمّ من خلالها ترميم الأنسجة المفقودة بعد استئصال الثدي سواء كان كليّاً أم جزئيّاً، حيث تُستبدل الأنسجة المفقودة طبيعيّاً بأنسجةٍ من الجسم ذاته أو صناعيّاً بحشواتٍ من السيليكون أو أكياس السيروم الملحيّ وهما الأكثر شيوعاً.

التحضير للخضوع لجراحة سرطان الثدي

تبدأ رحلتك في علاج سرطان الثّدي منذ اتّخاذ القرار في الخضوع للفحص الدّوريّ للكشف عن المرض أو عند بدء أحد الأعراض بالظهور، وتبدأ خطوات التحضير لجراحة كـ التالي:

• في عيادة الطّبيب تخضعين للفحص السّريريّ الكامل بالإضافة لباقي فحوصات التّشخيص من اختباراتٍ مخبريّة وصورٍ شعاعيّة.
• بعد التوصّل إلى تشخيص إصابتكِ بسرطان الثّدي يقيّم طبيبكِ حالتك الصحيّة ومرحلة الورم وحجمه وجاهزيّتكِ لإجراء الجراحة.
•  يناقش معكِ الطّبيب الخيارات الجراحيّة المتاحة ويتمّ اختيار نوع العمليّة الأمثل وفقاً لِـ نوع سرطان الثدي - حجم الورم - موقع الورم.
• بعد استعراض أنواع جراحة سرطان الثدي واختيار الأنسب لحالتك، يتمّ تحديد موعد العمليّة النّهائيّ ومناقشة النّتائج والمخاطر المتوقّعة.
• في حال ضرورة استئصال الثّدي بالكامل أو جزءٍ كبير منه سيناقشك طبيبكِ حول جراحة إعادة بناء الثدي ورغبتك في إجرائها ضمن جراحة الورم أو بعدها.
• حاولي الابتعاد عن القلق والتّوتر واطلبي الدّعم من الأصدقاء والمقرّبين، واسألي طبيبك عن أيّ هاجسٍ أو استفسارٍ يخصّ حالتك الصّحيّة.
• في الفترة السّابقة للجراحة حافظي على نظامٍ غذائيٍّ متوازنٍ ومتكامل والتزمي بممارسة التمارين الرياضيّة الخفيفة يوميّاً.
• قد يطلب منك الطّبيب إيقاف بعض الأدوية التي تتناولينها كـ المميّعات، وإعلامه بأيّ أدويةٍ أخرى قد تناولتها في الفترة الأخيرة
• وأخيراً سيكون عليكِ الصيام عن الطّعام والشّراب قبل موعد العمليّة الجراحيّة بـ 8 ساعاتٍ على الأقلّ والقدوم إلى المشفى في الموعد المحدّد.   

خطوات جراحة سرطان الثدي

ها قد جاء اليوم المنتظر! وبات الشّفاء من وحش السرطان على بعد خطواتٍ قليلة..

جراحة سرطان الثدي تكون وفقاً الخطوات التّالية:

1. بدايةً يتمّ تخديرك تخديراً عامّاً، حيث يجري الجرّاح لكِ العمليّة وأنت غارقةٌ في نومٍ عميق..
2. يباشر الطبيب بإجراء الشقّ الجراحيّ بما يتناسب مع موضع وحجم نسيج الثّدي المراد استئصاله.
3. إزالة الورم السّرطانيّ من الثّدي بالإضافة إلى جزءٍ من النسيج المحيط أو الثّدي كاملاً.
4. استئصال الغدد اللّمفاويّة القريبة وفحصها للتأكد من عدم انتشار الورم وتشكّل أيّ نقائل.
5. إغلاق الشقّ الجراحيّ بغرزٍ تجميليّة لاتترك أثراً أو ندوب وتضميد الجرح بعد تعقيمه بعناية.

التّعافي بعد الخضوع لجراحة سرطان الثدي

• غالباً ما تستطيعين العودة لمنزلك في نفس يوم الجراحة، لكنّ الأطبّاء يفضّلون إقامةً أطول لعدّة أيّام لمراقبة حالتك وتدبير أيّ مضاعفات قد تحدث.
• يستغرق جرح العمليّة فترةً تدوم حوالي 6 - 8 أشهرٍ للالتئام والشّفاء التّام، تلتزمين خلالها بتوصيات الطّبيب حول التّعقيم والتّغيير الدّوريّ للضّماد.
• من الضّروريّ الالتزام بالأدوية التي وصفها لكِ طبيبكِ من مسكّناتٍ لتدبير الألم وصادّاتٍ حيويّة للوقاية أو علاج أيّ عدوى جرثوميّة محتملة.
• قد تعانين من صعوبة حركة ذراعك أو كتفك من جهة الثّدي المستأصل، لاعليكِ! يقدّم لك المعالج الطّبيعيّ برنامجاً لتدبير هذا الألم واستعادة مرونة العضلات.
• من الطّبيعيّ شعورك بالوهن وانخفاض الطّاقة خلال الأسابيع الأولى، لذلك احرصي على أخذ القسط الكافي من النّوم والرّاحة وتجنّبي عن الأنشطة المجهدة.
•  بعد الجراحة لابدّ من الالتزام بمواعيد المراجعة الدّوريّة مع طبيبك للتّأكّد من سلامة صحّتك العامّة ومراقبة وضعك بعد الجراحة خشية ظهور الورم من جديد.

مضاعفات ومخاطر جراحة سرطان الثدي

تعدّ جراحة سرطان الثّدي آمنةً بشكلٍ عام بنسب نجاحٍ مرتفعة، إلا أنّها كغيرها من الجراحات قد يتلوها بعض المضاعفات بعد الجراحة والتي تتباين في خطورتها مابين مضاعفات ٍطفيفة أو بليغة، ولعلّ أهمّ هذه المضاعفات ما يلي:

1. النّزيف الذي قد يحدث في موضع العملية.
2. التّجلّطات الوريديّة في الساقين والرّئة.
3. الإصابة بندوب دائمة قد تبقى مدى الحياة.
4. الألم والتورّم في موضع الجراحة.
5. الوذمة اللّمفيّة التي تسبب تورم الذّراع.
6. الإصابة بعدوى إنتانيّة موضع العمليّة.
7. تغيّرات حسيّة في الثدي أو فقدان الإحساس بالكامل.
8. تورّم مصلي وهو تجمّع السوائل في موضع الجراحة.
9. تيبّس عضلات الكتف والذّراع وصعوبة في الحركة.

لا داعي للقلق! فأطبّاء تركيا لاكشري كلينك حريصون على جعل احتمال إصابتكِ بأيٍّ من هذه المخاطر أقلّ ما يمكن من خلال اتّباع كافّة وسائل العقامة والأمان وتقديم الرّعاية الطبيّة الفائقة التي تستحقّينها.

رسالة أطبّاء تركيا لاكشري كلينك لكِ عزيزتي

نعلم أنّك تخوضين معركةً شاقّةً في وجه هذا المرض الخبيث .. لستِ وحدك سنكون دائماً معك! و تذكّري دائماً أنّ فسحةً من الأمل بحياةٍ جديدةٍ تنتظرك بعد هذا التّعب .. اتّخذي من الصّبر والإرادة سلاحاً وخوضي حرباً أنتِ سيّدتها!

 كوني على ثقة أنّ فريقنا ملتزمٌ بتقديم العناية اللّازمة وتوفير الدّعم الطبيّ والنّفسيّ والاهتمام بأدقّ تفاصيل علاجك من التّشخيص وحتى الوصول إلى التّعافي التّام بفضل عياداتنا المجهّزة بأحدث المعدّات وجرّاحينا الأكثر خبرةً وتميّزاً.

المصادر

• Mayo Clinic - MyCleveland Clinic - Cancer Research UK