كم يعيش المريض بعد زراعة الكبد؟

أكثر من 80% من المرضى يعيشون لأكثر من 5 سنوات بعد زراعة الكبد، وهذا الرقم يعكس واقعاً طبياً مدعوماً بإحصائيات عالمية وتجارب سريرية موثّقة، ولأنّ نسبة كبيرة منهم أيضاً تستمر في الحياة لـ 10 سنوات أو أكثر فإنّ زراعة الكبد هي مرحلة علاجية محورية تُعيد الوظائف الحيوية للجسم بعد فشل كبدي كامل.

عملية زراعة الكبد تستبدل عضواً منهكاً بآخر سليم قادرٍ على استعادة التوازن الكيميائي الداخلي بدقّة، تبدأ هذه المرحلة بسؤال بسيط ومهم: كم يعيش المريض بعد زراعة الكبد؟ الإجابة عليه تحتاج فهماً دقيقاً لحالتك المناعية، ووضعك الصحي العام وطريقة استجابتك لأدوية كبح المناعة بعد العملية.

نحن كأطباء تركيا لاكشري كلينك نعرف تماماً أنّ زراعة الكبد تؤدّي إلى نمط حياة جديد يجب أن تفهمه وتتأقلم معه خطوة بخطوة، هذا المقال كتبه الأطبّاء خصيصاً لك لتجد فيه كل ما تحتاجه من معلومات طبية موثوقة .. تابع معنا

كم يعيش المريض بعد زراعة الكبد؟

أظهرت النسب العالمية أنّ البقاء على قيد الحياة بعد زراعة الكبد تصل إلى 87% خلال السنة الأولى بعد العملية، أمّا بعد مرور 5 سنوات فإن النسبة تبقى عالية وتصل إلى حوالي 75% خاصة عند المرضى الذين يلتزمون بأدويتهم ويخضعون للمتابعة الطبية المنتظمة.

هذه الأرقام تظهر التحسّن الكبير في الرعاية بعد الجراحة ومستوى السيطرة على المضاعفات المناعية، وإذا كنتَ شاباً أو لا تعاني من أمراض مرافقة فإنّ احتمال تجاوزك حاجز 10 سنوات من الحياة المستقرة بعد الزراعة يكون مرتفعاً جداً، تذكّر دائماً أن نمط حياتك بعد العملية هو العامل الأهم في تحديد المدى الزمني الذي ستحصل عليه بجودة عالية واستقرار صحي طويل الأمد.

ماذا يمكنك أن تتوقع بعد عملية زراعة الكبد؟

ما بعد زراعة الكبد هو فصلٌ جديدٌ من المتابعة اليومية التي تهدف إلى ضمان استقرار الكبد الجديد داخل جسمك، ومن الطبيعي أن تمرّ بتغيّرات جسدية ونفسية واضحة خصوصاً خلال الأسابيع الأولى بعد العملية .. فيما يلي أبرز ما يمكنك أن تتوقّعه:

1. البقاء في العناية المركزة لعدة أيام تحت مراقبة حثيثة لوظائف الكبد والقلب والكلى.
2. الشعور بالإرهاق العام والتعب نتيجة الجراحة الكبرى وتغيّر الدورة الدموية.
3. بدء استخدام أدوية مثبّطة للمناعة لمنع الجسم من رفض الكبد المزروع.
4. إجراء تحاليل دم متكرّرة لمراقبة وظائف الكبد والاستجابة للعلاج.
5. زيادة خطر الإصابة بالعدوى نتيجة ضعف المناعة المؤقت.
6. متابعة تغذوية دقيقة لدعم الكبد وتحسين التئام الجرح وتحسين امتصاص الأدوية.
7. حالة نفسية متقلّبة بين القلق والراحة تحتاج منك تفهّمًا واحتواءً ودعمًا نفسيًا منتظماً.

كل عرض من هذه الأعراض يمكن السيطرة عليه بخطة طبية متكاملة إذا التزمتَ جيدًا بالتعليمات وكل تحسّن صغير تلاحظه هو خطوة كبيرة نحو الاستقرار الكامل.

متى يستيقظ المريض بعد زراعة الكبد؟

تستغرق العملية ما بين 6 إلى 12 ساعة حسب صعوبتها وحالة الكبد الجديد، وبعد انتهائها ينقلك الفريق الطبي مباشرةً إلى قسم العناية المركزة تحت تأثير التخدير الكامل، يحدث الاستيقاظ تدريجياً خلال عدة ساعات إلى 24 ساعة بعد العملية، وفريق التخدير يبدأ بتقليل جرعة الأدوية شيئاً فشيئاً بينما يراقب الوظائف الحيوية لديك مثل الضغط والتنفس ونسبة الأكسجين.

في اللحظات الأولى من استيقاظك تشعر بـ:

1. تشوّش ذهني مؤقت بسبب تأثير التخدير.
2. وجود أنبوب تنفسي فموي قد يسبب ازعاجاً مؤقتاً.
3. ألم خفيف يتم السيطرة عليه بالمسكنات.
4. ضعف في الحركة بسبب بقائك مستلقياً لفترة طويلة.

لا داعي للقلق من هذه الأعراض فهي طبيعية جداً وتزول سريعاً بمجرد استقرار وضعك العام وانتقالك إلى مرحلة النقاهة بعد العناية المركزة.

الحياة بعد عملية زراعة الكبد؟

أنت الآن أمام بداية جديدة لنمط حياة صحي يعتمد على الانضباط والمتابعة الدقيقة، سوف تحتاج إلى زيارة العيادة أسبوعياً في المرحلة الأولى ثم تتباعد الزيارات تدريجياً وفقاً لاستقرار وظائف الكبد لديك .. خلال هذه المرحلة يجب أن تتأقلم مع التغيّرات التالية:

1. أدوية مثبّطة للمناعة مدى الحياة لتجنّب رفض الكبد المزروع ويجب أن تتناولها يومياً في وقت محدد بدقة.
2. نظام غذائي خالٍ من الملح الزائد والدهون المشبعة لدعم الكبد وضبط ضغط الدم والكوليسترول.
3. حماية نفسك من العدوى لأن جهازك المناعي سيكون أضعف بسبب الأدوية.
4. مراقبة علامات الرفض المبكر مثل ارتفاع الحرارة أو اصفرار الجلد أو التعب المفاجئ.
5. تجنّب الكحول نهائياً والابتعاد عن أي أدوية غير موصوفة لك.
6. اهتمام بالحالة النفسية لأن المزاج قد يتأثر بفعل التغيّرات الهرمونية والأدوية.

نسبة نجاح عملية زراعة الكبد؟

تتجاوز نسبة النجاح في السنة الأولى بعد الزراعة 90% خصوصاً عند المرضى الذين يحصلون على كبد من متبرّع حيّ أو متوفّى ضمن شروط تطابق جيدة، هذه النسبة تعكس نجاح العملية الجراحيّة بحد ذاتها إلى جانب كفاءة الفريق الطبي في إدارة مرحلة ما بعد الجراحة، لكن النجاح الحقيقي يقاس بالقدرة على الحفاظ على استقرار الكبد المزروع لسنوات.

العوامل التي ترفع نسبة النجاح تشمل:

1. التقييم الدقيق لحالة المتلقي قبل الزراعة.
2. جودة الكبد المتبرّع به.
3. مهارة الجراح وخبرة المركز.
4. التزامك الكامل بتعليمات ما بعد الجراحة.
5. 
   

معدل البقاء على قيد الحياة بعد زراعة الكبد

(وفق بيانات من مصادر طبية عالمية: SRTR وPMC وFrontiers in Transplantation)

لا شكّ أنّ زراعة الكبد من أكبر التحدّيات الطبية التي تواجهها في حياتك؛ لكنّها في ذات الوقت من أكثر الإجراءات التي تقدّم لك فرصةً حقيقيةً لبدايةٍ جديدة، عندما تعرف أنّ آلاف المرضى حول العالم عاشوا بعد العملية لـ 10 سنوات وأكثر هذا يُثبت أنّك لست وحدك في هذه الرحلة، وأنّ النجاح ليس استثناءً إنّما هو قاعدة طبية يمكن الوصول إليها بالتزامك ورعايتك لنفسك.

في تركيا لاكشري كلينك نرافقك في كلّ خطوة من هذه المرحلة الدقيقة ابتداءً من التقييم الأولي مروراً بالجراحة والمتابعة الدقيقة بعد الزراعة، ونضع بين يديك خطّة علاج متكاملة بإشراف أطباء متخصصين في زراعة الكبد من مراكز مرجعية عالمية، اختر لنفسك الأفضل ولا تتردد في استشارتنا... نحن هنا من أجلك.

المصدر: ncbi